الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

بداية مشوار.

من كام يوم كنت راكبة تاكسي وكانت الدنيا زحمة والمشوار كان طويل شوية, وسواق التاكسي كان مشغّل أغاني شعبية
ولأني جاهلة في الأغاني الشعبية فتقريباً كل الأغاني اللي كان مشغلها كانت أول مرة أسمعها.

ودا خلاني وأنا باسمع الأغاني دي جاتلي شوية مشاعر وأفكار سلبية.
أهمها إننا مجتمع مليان جهل وتخلف ومرض وعشوائية في التفكير وتدني الذوق.
وطبعاً الجنس واخد حيز كبير في تفكير المجتمع دا.
(أنا ما أدركتش إن الأغاني كانت فيها ايحاءات جنسية غير متأخر تقريباً قبل مانزل من التاكسي على طول
والحمد لله إن السواق ماستغلش دا أو أظن كدا خصوصاً إن كتير من نوعية الناس دي بتفسر عدم إعتراض المرأة إنه موافقة.
أو يمكن يكون مكانش مركز مع الكلام اللي في الأغاني أصلاً)

حسيت بإحباط وعجز تجاه تغيير المجتمع دا, وإننا لو حاولنا نغييره هانحتاج سنين كتيرة جداً وإحتمال مايتغييرش.

دا غير إزاي يتغيير ذوق الناس في نوعية المزيكا اللي بيسمعوها مثلاً؟

فجأة وأنا بسأل نفسي عن تغيير الذوق الفني اللي المجتمع وصله إبتدت مقدمة أغنية.
أول ماسمعتها حسيت كإني كنت بغرق وفي إيد إتمدتلي لانها كانت مقدمة أغنية جميلة أنا عارفاها وبحبها وهي أغنية حلوة يا بلدي لداليدا.

لكن بعد ثواني قليلة جداً إتفجئت تاني بس المرة دي ماكنتش مفجأة سارة زي اللي قبلها.
لإن برغم تشابه بداية مقدمة الأغنية بالاصلية إلا إنها فيها حاجة مختلفة عن الأصلية.
خلصت المقدمة وبتدت الأغنية وهنا كانت الصدمة .. إن في شخص من المغنيين الشعبيين هو اللي بيغني الأغنية وصدمتي الأكبر إنه مش قادر يمييز نوت اللحن الأصلي للأغنية وغيير فيها.

وبجد ماكنتش قادرة أتحمل إن مش بس الذوق بقى سيئ جداً لا دا كمان مبقاش في تمييز للنوت اللي بتتغنى وبقى في تشويه للذوق وللموسيقى عموماً.

وبعد كمية الإحباط والإشمئزاز والمشاعر والأفكار السلبية جات في باللي جملة: اليأس خيانة.

ورغم قسوة الجملة دي لكن حسيت بالمسئولية وإن أكيد كل حد عنده وعي حتى لو قليل هو مش موجود في المجتمع دا بالصدفة لكن أكيد أنا ليا دور في تغيير المجتمع دا ولو بنسبة ضئيلة جداً جداً ولو مبانتش ثمرها دلوقت يمكن يبان بعد سنين كتير يمكن ماكنش وقتها لسه عايشة اصلاً.

لو كل واحد فكر بالطريقة دي وعمل أي حاجة بسيطة أظن إن ممكن يكون في تغيير في المجتمع دا, حتى لو مبانش التغيير دا في جيلنا يمكن ولادنا يعيشوا في مجتمع أفضل من كده شوية.

طبعاً بعد مانزلت من التاكسي أدركت إني ضيعت فرصة كان ممكن أستغلها في مساهة بداية مشوار تغيير حتى لو تغيير طفيف في حياة الشخص دا.

لكن قولت لنفسي يعني كنت هاعمله ايه يعني؟!!
هو أنا ينفع أساهم في تغيير حياة إنسان في دقايق؟!!
دا مستحيل طبعاً.
دا غير إن مش من حقي أصلاً إني أحاول أغير أي شخص. خصوصاً لو هو كمان مش شايفه إنه محتاج يتغيير ولا طلب المساعدة.

ودا صحيح .. مستحيل شخص عاش سنين كتير جداً في بيئة معينة وطريقة تفكير معينة إنه يتغيير عن اللي عاش فيه طول عمره في دقايق قليلة.
ولا من حقي أغير حد للشكل الأفضل من وجهة.

لكن ينفع أطرح عليه تساؤل مثلاً يخليه يفكر ويشغل مخه ومايخدش الحياة مسلم بيها أو زي ماتربى عليها.

ويمكن في يوم تاني يقابل شخص تاني يساهم ولو بجزء بسيط جداً في تغييره أو يكمل على اللي حصله من سؤالي ليه.

وأفتكرت إن في حياتي في حاجات كتير إتغييرت للأحسن بسبب كلمة أو جملة إتقالتلي وساهمت في تغيير حياتي بطريقة بسيطة من غير لا وعظ ولا نصايح.

ومين عارف, يمكن في يوم من الأيام من كتر الأشخاص اللي قابلها سواق التاكسي دا ورموا مجرد بذور في حياته, فعلاً حياته تختلف.


لأن مشوار الألف ميل بيبدأ بخطوة.
حتى لو كان المشوار أكتر شوية من ألف ميل حتى لو كان تسعين مليون ميل برضه هايبدأ بخطوة.

بحث هذه المدونة الإلكترونية